الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12892 |
نص السؤال مختصر | حكم طلب أهل الخاطب صورة الفتاة التي يود خطبتها كخطوة أولى قبل قدوم أهله؟ وما حكم رفض أهل الفتاة إرسالها ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فيجوز للخاطب طلب صورة الفتاة التي ينوي خطبتها ليرى إن كانت تناسبه، كما يجوز للفتاة وأهلها رفض إرسالها. وأود التنبيه لأمر يتعلق بهذه المسألة : وهو ضرورة مراعاة مشاعر الفتيات المقبلات على الزواج، فمن أراد خطبة فتاة فليتحرّ رؤيتها دون أن تشعر، فإن لم تعجبه ما ضرها عدم إعجابه بها شيئاً، وفي الحديث عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل} قال جابر : فخطبت جارية، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها، فتزوجتها. رواه أبو داود. فإن أعجبته استفسر عنها قبل طرق باب بيتها، فإن وجدها مناسبة ذهب وأهله في خطوة رسمية ليكملا التعارف على بعضهما. فكم من بنت يسوؤها رفض الخاطب لها لأجل شكلها، وهذا وإن لم يُحكَ صراحة لكنه بيّن وإن تحجج أهل الخاطب بحجج أخرى. وكم هو حجم الضرر النفسي الذي يصيب الفتيات اللواتي تكرر اعتذار الخطاب عن خطبتها بعد رؤيتها ؟ ولهذا الضرر النفسي أثر في حياة الفتاة، فبعضهن يتحولن لإبراز مفاتنهن في الطرقات تبتغي بفعلها ألا يتكرر رفضها لأجل شكلها، وهذا وإن كان رفض الخاطب لها لا يبرر لها ذلك، غير أنه حري بمن يخاف على فتيات المسلمين ألا يعين الشيطان عليهن. فإن لم يتنبه لهذا المعنى الخاطب وأهله، وطلبوا موعداً لرؤية الفتاة فالصواب أن تتدارك الأم الموقف فترسل لهم صورتها إن كانوا أهل ثقة، ولا تخبر ابنتها بالأمر، فإن أعجبتهم أخذوا موعداً ورأوا الفتاة وتعرفوا عليها، وإن اعتذروا أو تهربوا من رد الجواب فلا يضر عدم رجوعهم الفتاةَ شيئاً لعدم علمها بالموضوع أصلاً. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2021/07/31 |