الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12860 |
نص السؤال مختصر | هل الوالدان يحاسبان على فسوق أولادهما ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : أولاً، إن ابتعد الابن عن درب الله وكان سببه تقصير الوالدين أو أحدهما في تربيته من قبل فيأثم المقصّر ويأثم الابن، لقوله صلى الله عليه وسلم : {والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها} رواه البخاري. وإن لم يكن للوالدين سبب فيما يفعله الابن فلا تزر وازرة وزر أخرى {وكثير ما يدعي الوالدان عدم تقصيرهما وهما مقصران شرعاً}. ثانياً، على الوالدين واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله مراتب، قال صلى الله عليه وسلم : {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان} رواه مسلم. ولا شك أنهما في كثير من الأحيان قادران على تصحيح مسار الابن ومنعه من السلوك فيما يغضب الرب سبحانه {كحرمانه من المصروف أو مقاطعته إن كانت تجدي، وغير ذلك}، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعانة للابن على المعصية. ومن صور إعانته على الضياع المنتشرة مؤخراً : تيسير سفر الابن غير المتدين {أو البنت غير المتدينة} على دول الغرب من غير ضرورة، فإنه بذهابه لتلك الدول مهلكة لدينه وآخرته. ثالثاً، لا يستهن الوالدان بالأمر، فالأمر جلل، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6]. والله المستعان. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2021/06/16 |